{ الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ }
[الرحمن: 1- 4].
وما كان لمثلِ هذا البيانِ أن ينبَثِقَ من فُؤاد الإنسان، لولا أن جعلَ الله له
لسانًا يُحرِّكُ به الحروف، وشفتَين يُتقِنُ بهما مخارِجَها،
{ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (
وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ }
[البلد: 8، 9].
إنَّه اللِّسانُ - عباد لله -، جسمٌ لحميٌّ بين فكَّي الإنسان، يُظهِرُ للملأ ما قد
زوَّرَه في نفسِه مِن كلامٍ، ويُطلِعُهم على حجم ما يملِكُه مِن عقلٍ بقَدر ما
يملِكُه مِن بيان؛ فإنَّ اللِّسان رِشاءُ القلب، وبريدُه الناطِق، وبه يختارُ
المرءُ مصيرَه إما إلى هلاكٍ، وإما إلى نجاةٍ.
كيف لا، والمُصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو مَن قال:
( وهل يكُبُّ الناسَ في النَّار على وُجوهِهم - أو على مناخِرِهم –
إلا حصائِدُ ألسِنَتهم؟! )؛
رواه أحمد والترمذي.