الحمدُ لله الأول ليس قبلَه شيء، والآخر ليس بعده شيء، والظاهر ليس
فوقَه شيء، والباطِن ليس دُونه شيء، أحمدُه - جلَّ في عُلاه - وأشكُرُه،
وأتوبُ إليه مِن جميعِ الذنوبِ وأستغفِرُه، لا مانِع لما أعطَى، ولا مُعطِيَ
لما منَع، ولا ينفعُ ذا الجَدِّ مِنه الجَدُّ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده
لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، وخليلُه وخيرتُه مِن خلقِه،
بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَحَ الأمة،
وترَكَنا على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارِها،
لا يزيغُ عنها إلا شقيٌّ هالِك، فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آل بيتِه
الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجِه أمهات المُؤمنين، وعلى أصحابِه الغُرِّ الميامِين،
ومَن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
فأُوصِيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله في المنشَط والمكرَه،
والغضب والرِّضا، والغيب والشهادة،
{ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ }
[النور: 52].