وكم في كتاب ربنا وسنة نَبِيّنا صلى الله عليه وسلم من مواضع رفع فيها
الحرج عن الأمة، وشرع لها من التيسير ما يجعل المستمسكين بنهجه
أسعد النَّاس وأهداهم سبيلاً.
ففي سياق البيان لأحكام التطهر من الحدثين الأصغر والأكبر، وبعد
الإرشاد إِلَى مشروعية التيمم عند تعذر استعمال الماء أو فقدانه، إمعانًا
في التيسير عَلَى المكلفين ورفع الحرج عنهم وإشعارًا بوجود الرخصة
عند تحقق المشقة، جاء قوله عز اسمه:
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا
فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ
أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ
بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن
يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون }
[المائدة/6].