{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى }
[الأعلى: 16، 17].
أيها المُسلمون:
أقبِلُوا على كتابِ ربِّكم؛ ففيه عِزُّكم وسعادتُكم، وصلاحُ أحوالِكم، وفيه
فوزُكم بعد موتِكم، وبه عِصمتُكم ونجاتُكم مِن الفِتَن التي تتكاثَر كلما
قرُبَت القِيامة، وتَشتَبِهُ في أول وُرودِها، وتَستَبِينُ في آخر أمُورِها،
فلا ينجُو مِنها إلا مَن اعتصَمَ بالقُرآن والسنَّة ولُزوم الجماعة.
فتدبَّرُوا كتابَ الله - عزَّ وجل -، واعمَلُوا به، واحفَظُوا مِن سُنَّة رسولِ الله
- صلى الله عليه وسلم - ما يقومُ به الدين، وتصِحُّ به العقيدة،
وتكمُلُ به العِبادة، لاسيَّما الأحاديثُ الجامعةُ لأحكام الإسلام،
المُشتمِلة على الفضائِل، واعرِفُوا معانِيها للتمسُّك بها والعمل.
فهذا منهَجُ السَّلَف الصالِح الذين قال الله تعالى فيهم:
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَار
ُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
[التوبة: 100].