{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
[ق: 18].
أخذَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بلِسانِه وقال:
( يا مُعاذ! كُفَّ عليك هذا )،
فقال مُعاذٌ: وإنَّا لمُؤاخَذُون بما نتكلَّمُ به يا رسولَ الله؟ فقال:
( ثَكِلَتْك أمُّكَ يا مُعاذ! وهل يكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم –
أو على مناخِرِهم - إلا حصائِدُ ألسِنَتهم ).
وعن أبي هُريرة - رضي الله عنه -، أنَّه سمِعَ رسولَ الله –
صلى الله عليه وسلم - يقول:
( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلِمةِ ينزِلُ بها في النارِ أبعَدَ ما بين المشرِقِ والمغرِبِ ).
وعن أنَسٍ - رضي الله عنه - قال: استُشهِدَ غُلامٌ مِنَّا يوم أُحُد، فوُجِدَ على
بطنِه صَخرةٌ مربُوطةٌ مِن الجُوع، فمَسَحَت أمُّهُ التُّرابَ عن وجهِهِ وقالت:
هنِيئًا لك يا بُنَيَّ الجنَّة، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( ما يُدرِيكِ! لعلَّه كان يتكلَّمُ فيما لا يَعنِيهِ ).
وصعِدَ ابنُ مسعُودٍ - رضي الله عنه - يومًا الصَّفا، فأخَذَ بلِسانِه، فقال:
يا لِسان! قُل خَيرًا تَغنَم، واسكُتْ عن الشرِّ تَسلَم، مِن قبل أن تَندَم ،
ثم قال: سمِعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
( أكثَرُ خطايَا ابنِ آدم مِن لِسانِه ).