وكانت رسائِلُه للمُلُوكِ والأُمرَاء تحمِلُ في حنايَاها النُّصحَ والحِوار، والإصلاحَ والوِئام،
وتدعُو إلى التآلُفِ والتآزُرِ والسلام، والاجتِماع والاعتِصام؛
فمن أسلَمَ سلِمَ وسلَّم، وإن اقتضَى الأمرُ القتال ظهرَ جانِبُ الرِّفق والسَّماحَة،
وعدم إراقَة الدماء، وكان الجَمعُ بين المقصِدَين الأعظمَين: حِفظِ الدين، وحِفظِ النفسِ.
ففي "مسند الإمام أحمد"، من حديث ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما -، أنه قال:
[ ما قاتَلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قومًا قطُّ إلا دعَاهم ]
وفي "الصحيحين": أنه - صلى الله عليه وسلم - قالَ لعليِّ بن أبي طالبٍ يوم خيبَر:
( على رِسلِك حتى تنزِلَ بساحَتهم، ثم ادعُهم إلى الإسلام؛
فواللهِ لأَن يهدِيَ الله بك رجُلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم )
الله أكبر !
خُتِمَت به الأخلاقُ فهو تمامُها
ولقد يفُوقُ بدايـــــــــــــةً إنهاءُ
جاء الأُلَى قبلاً بألفِ فضيلةٍ
فأتَى بهيمَنةٍ على ما جــاؤُوا
أمةَ الإيمان :
ومن معالِي المقاصِد في السيرة النبويَّة العطِرَة: النهيُ عن قتلِ النساء،
والشيُوخ، والجرحَى، والزَّمنَى، والمرضَى، والرُّهبَان، كلُّ ذلك حِفظًا للنفسِ عن الهلاكِ.
وجاء أيضًا: النهيُ عن قتلِ الأطفالِ والصِّبيَان، حِفظًا للنفسِ وللنَّسلِ.
فعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنه قال:
كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعثَ جُيوشَه قال:
( اخرُجُوا باسمِ الله، تُقاتِلُون في سبيلِ الله، لا تغدِرُوا، ولا تغُلُّوا، ولا تُمثِّلُوا،
ولا تقتُلُوا الوِلدانَ ولا أصحابَ الصوامِع )
أخرجه أحمد في "مسنده".