إن تحقيقَ الوحدة يسيرٌ - بإذن الله -، فأسبابُ الاجتِماع - بعَون الله - مُتوافِرة،
وإزالةُ الموانِع - بتوفيقِ الله - مُتيسِّرة،
وبخاصَّةٍ في هذا الظَّرف الذي تكشَّف فيه مكرُ الأعداء،
ووضحَت فيه توجُّهاتُهم وتوظيفُهم لخلافاتِ الأمة، والنفخُ فيها،
وتوسيعُ الهُوَّة والفُرقة والتناحُر، حتى أسالُوا الدماءَ، وفرَّقُوا الديار،
ومزَّقُوا المُجتمعات.
يا أمةَ محمدٍ! إن الذي يظنُّ أن الأعداءَ يُريدون نصرَ طرفٍ على طرفٍ من المُتقاتِلين
من المُسلمين، أو مصلحةِ فرقةٍ ضدَّ فرقةٍ، فعليه مُراجعةُ فقهِه في الدين،
ورأيِه في السياسَة، وموقفِه من الأعداء.
والله الذي لا إله إلا هو؛ إن أهلَ الإسلام كلَّهم مُستهدَفُون، ولا يُستثنَى من ذلك أحد،
يقول الله تعالى - وقولُه الحقُّ -:
{ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا }
[ البقرة: 217 ]
ويقولُ - عزَّ شأنُه -:
{ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا
مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ }
[ البقرة: 109 ].