{ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }
[الكهف: 105] ).
فالأساسُ الذي يُعوَّلُ عليه هو تقوَى الله، والاستِقامةُ على شرعِه.
وقد حرصَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على ترسيخِ مفهُوم التفاضُل
بين الناسِ، وأنَّه ليس بصُورهم ولا بأجسادِهم، وأكَّد هذه الحقيقةَ
الإيمانيَّة مِن خلال مشاهِد حيَّة ماثِلةٍ أمام أصحابِه الكرام:
فمِن ذلك: ما جاء عن عبد الله بن مسعُودٍ - رضي الله عنه -، أنَّه كان
يحتَزُّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - سِواكًا مِن الأراكِ، فكانت
الرِّيحُ تكفَؤُه، وكان في سَاقَيه دِقَّة، فضحِكَ القومُ مِن دِقَّة ساقَيه،
فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( ما يُضحِكُكم؟ )،
قالُوا: مِن دِقَّة ساقَيْه، قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
( والذي نفسِي بيدِه؛ لهُما أثقَلُ في الميزانِ مِن أُحُد ).
ومِنها: ما رواه سهلُ بن سعدٍ الساعديُّ - رضي الله عنه -، أنَّه قال:
مرَّ رجُلٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -،
فقال لرجُلٍ عنده جالِسٌ: ( ما رأيُك في هذا؟ )
فقال رجُلٌ مِن أشرافِ الناسِ، حرِيٌّ إن خطَبَ أن يُنكَح، وإن شفَعَ أن يُشفَّع.
قال: فسكَتَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -،
ثم مرَّ رجُلٌ فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:
( ما رأيُك في هذا؟ )،