قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:
( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ )
ويؤخذ من ظاهر الحديث أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقه في الدين
بمفهوم المخالفة، وفيه فضل العلماء على سائر الناس، وفيه فضل الفقه
في الدين على سائر العلوم، وإنما ثبت فضله لأنه يقود إلى خشية الله،
والتزام طاعته، وتجنب معاصيه.
ومن فضائل العلماء:
أنهم أهل خشيته الحقيقيون كما في قوله - تعالى -:
إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء }
والمعنى: " إنما يخاف الله فيتقي عقابه بطاعته؛ العلماء، بقدرته
على ما يشاء من شيء، وأنه يفعل ما يريد، لأن من علم ذلك أيقن بعقابه
على معصيته؛ فخافه ورهبه خشية منه أن يعاقبه".
والعلماء هم الذين يتدبرون هذا الكتاب العجيب، ومن ثم يعرفون الله
معرفة حقيقية، ثم يخشونه حقاً، ويتقونه حقاً، ويعبدونه حقاً"، فهم
أخشى الناس لله، وأعبد الناس له.
والعلماء لا يستوون هم وبقية الناس قال - تعالى -:
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
فـهل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أنداداً ليضل عن سبيله؟
إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل8، وهل يستوي الذين
يعلمون ما لهم في طاعتهم لربهم من الثواب، وما عليهم في معصيتهم