{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ }
[الرعد: 11].
فهلُمُّوا - عباد الله - إلى تجديدِ الثِّقة، والتغيير الإيجابيِّ المُنعكِسِ
بصِدقٍ وإخلاصٍ ورُسُوخٍ على صعِيد الواقع والتربية والسُّلُوك،
التغيير الذاتيّ الذي يبنِي المُجتمعات، ويستشرِفُ الخيرَ للأجيال الصَّاعِدة؛
ليكون النَّجَحُ معقُودًا بنواصِيها، والمجدُ مُكتنِفًا مطاوِيها، ويكون ديدَنُها
جمعَ الشَّمل، ودرءَ الفتن، ووأد الشُّبُهات،
واستِشعار جلال الأُلفَة والجماعة، وما تقتَضِيه مِن السَّمع والطاعة.
أمة الإسلام:
وإنَّ مما يُثيرُ الأسَى أن نرَى أقوامًا مِن أبناءِ الأمة قذَفُوا بأنفسِهم في
مراجِلِ الفتَن العَميَاء، والمعامِعِ الهَوجَاء، في بُعدٍ واضِحٍ عن الاعتِدال
والوسطيَّة، وهذا تفريطٌ وجفاءٌ، وتنكُّرٌ واضِحٌ لسبيلِ الحُنفاء الأتقِياء.
وإنَّ تنكُّرَ هذه الفِئام لمبادِئ دينِهم، ولهَثِهم وراءَ شِعاراتٍ مُصطنَعة،
ونِداءاتٍ خادِعةٍ، وأجِنداتٍ خطيرةٍ لَهُوَ الأرضيَّةُ المُمهِّدةُ للعدوِّ المُتربِّص،
وأمثالُ هؤلاء جرَّأوا الخُصومَ الألِدَّاء على العبَثِ بمُقدَّسات الأمة
ومُقدَّراتها، ومُمارسَة الإرهابِ المُتتابِع ضدَّ إخوانِنا في الأرضِ
المُبارَكة فلسطين والمسجِد الأقصَى أمام سَمع العالَم وبصَرِه.
وفي خِتامِ عامٍ مُنصَرِمٍ وآخر مُستشرِف لنُجدِّدُ الثِّقةَ التي استقرَّت
في السُّوَيداء وحُقَّت، وانداحَت في الرُّوح وترقَّت، بل ونستأنِسُ بها في هذا
العالَم المُضطرِب ثِقةً وثيقةً، وبَيعةً صادقةً مُخلِصةً لوُلاةِ أمرِنا وأئمَّتنا