لقد تجلَّت عظَمةُ الله في مخلُوقاتِه، وحضَرَت شاخِصةً في بَدِيعِ
مصنُوعاتِه، سبَّحَت له السماواتُ وأملاكُها، والنُّجُومُ وأفلاكُها،
والأرضُ وسُكَّانُها، والبِحارُ وحِيتانُها، والجِبالُ والشجرُ والدوابُّ والآكامُ والرِّمال،
وكلُّ رَطبٍ ويابِسٍ، وحيٍّ وميِّتٍ،
{ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا
يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا }
[الإسراء: 44].
إنهُ اللهُ - جلَّ جلالُه، وتقدَّسَت أسماؤُه -، لا إله غيرُه، ولا ربَّ سِواه.
سُبحانَ مَن هُو لا يَزالُ مُسبَّحَا
أبَدًا ولَيسَ لغَيرِهِ السُّبْحَانُ
سُبحانَ مَن لا يَحجِبُ عِلمَهُ
فالسِّرُ أجمَعُ عِنْدَهُ إعلَانُ
أيها المُؤمنون:
تأمَّلُوا مخلُوقات الله، وتفكَّرُوا فيها؛ فدلائِلُه لا نُحصِيها.
انظُرُوا إلى السماء وهَيبَتها، والنُّجُوم وفِتنَتِها، والشمسِ وحُسنِها،
والكواكِبِ ورَوعَتها، والبَدرِ وإشراقِه، والفضاءِ برَحابَتِه.
سَحائِبُ تُرسَلُ مِدرارَا .. وبِحارٌ تحمِلُ أمواجَا .. وأمطارٌ تتبَعُ أمطارَا ..
طاهِرةً تجرِي أنهارًا .. وتأمَّل في قِمَمِ جِبالٍ .. شامِخةٍ في الجوِّ عَوَالٍ ..
صامِدةً مَرَّ الأجيَالِ .. سُبحان الربِّ المُتعالِي .. وكواكِبُ تسبَحُ ونُجُومٌ ..
في الفَلَكِ الدائِرِ وتحُومُ .. للكوكَبِ قد خُطَّ مَدار .. بنِظامٍ فيه قد سار.
{ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ }
[النمل: 88]،
{ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ }
[النمل: 60]،