ونبيُّ الله زكريا - عليه السلام - يدعُو ربَّه بالذريَّة الصالحةِ الرضِيَّة:
{ وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا }
[ مريم: 5، 6 ].
وأما نبيُّنا - صلواتُ ربي وسلامُه عليه - فهو أرضَى الناسِ بالله، وأرضَاهم لله،
وأكثَرُهم طلَبًا لمرضَاة الله، وكان ذلك جلِيًّا في أقوالِه وأفعالِه؛
فمع ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من كمال الرِّضا، فقد كان دائِمَ الدُّعاء به.
ففي "صحيح مُسلم": عن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
( فقَدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ليلةً من الفِراش، فالتَمَستُه،
فوقَعَت يدِي على بطنِ قدَمِه وهو في المسجِدِ - وهما منصُوبَتَان - وهو يقولُ:
اللهم أعوذُ برِضاك من سخَطِك، وبمُعافاتِك من عقوبتِك،
وأعوذُ بك منك لا أُحصِي ثناءً عليك أنت كما أثنَيتَ على نفسِك )