ومن سُنن الله الماضية: مُكافأةُ صانع المعروف وفاعِلِ الخير إلى الخلق
بأفضل مما صنَعُوا، ومِن إكرامِ الله لهم أن يبقَى نفعُ أعمال البرِّ التي
عمِلُوها في حياتهم وأثرُها الحميدُ بعد مماتهم.
فالخليفةُ الرَّاشِدُ عثمانُ رضي الله عنه اشتَرَى بِئرَ رُومةَ، فجعلها وقفًا
عامًّا للناس كافَّة في عصر النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده مِن العصور،
ومِن بركة هذا الوَقف أنه ما زالَت عينُ البِئر قائِمةً حتى اليوم،
وهو مِن أشهَر المعالم الوقفيَّة التي بقِيَت عبر العصور الإسلامية.
وزُبَيدةُ زوجةُ هارون الرشيد رحمهما الله لما أدرَكَت أثناء حجِّها
ما يُعانِيه الحجَّاجُ جَرَّاء حصولهم على الماء من تعبٍ وإرهاقٍ ومشقَّة،
أمَرَت بإجراء عينٍ سُمِّيَت باسمها (عين زبيدة)، وهي عينٌ عَذبةُ الماء
غزيرةٌ، وهي إحدى روائع أوقاف المسلمين، وكانت إلى
عهدٍ قريبٍ تصِلُ سُقياها إلى بيوتِ أهلِ مكة.