إن الفرحَ بالله هو سُلوانُ المُؤمنين في مُعترَك الحياة، ومِن أعظم أسبابِ
انشِراح الصُّدور، وهو أجَلُّ نعيمٍ للقُلوب، وأحلَى لذَّات النُّفوس، ومقامُه
مِن أعلى المقاماتِ التي يُحبُّها الله، ويُعلِي مِن شأنِ أصحابِها.
إن العبدَ إذا أيقَنَ أن له ربًّا وإلهًا ومُدبِّرًا ورازِقًا، وملِكًا قاهرًا بيدِه
كلُّ شيء، ولا يُعجِزُه شيءٌ تطمئنُّ نفسُه، ويفرحُ بهذا الربِّ - سبحانه –
فرحًا ليس كمِثلِه شيءٌ مِن أفراح الدنيا، وتتواصَلُ أفراحُه،
ويكمُلُ سُرورُه إذا استشعَرَ هذه الحالةَ واستحضَرَها في كل زمانٍ ومكانٍ.
إن المُؤمن ليفرَحُ بربِّه وسيِّده ومولاه أشدّث مِن فرح العبيد بأسيادِهم.
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ }
[البقرة: 165].