لا عجَبَ أن كانت هذه العقوبةُ مُرصَدةً لمَن شاقَّ
الله ورسولَه؛ نكالًا مِن الله، وجزاءً وِفاقًا ينتظرُ كلَّ مُجترِئٍ على ربِّه،
وكلَّ مُتعدٍّ لحُدودِه، لا يرجُو له - سبحانه - وقارًا، ولا يُصيخُ سمعَه للنُّذُر،
ولا يتَّعِظُ بالمَثُلات، ولا يكونُ له فيمَن أسخَطَ اللهَ واتَّبَعَ هواه فعاجَلَه الله
بالنَّكال والعذابِ الشديد، لا يكونُ له في ذلك عِبرةٌ مُوقِظة، ولا عِظةٌ مُستنقِذة.
وقد توعَّدَ - سبحانه - المُشاقِّين له ولرسولِه - صلى الله عليه وسلم –
بأشدِّ العقابِ في الدنيا، وبأسوأ المصيرِ في الآخرة؛ أما في الدنيا فإنَّ
الله تعالى جعلَ مَن سلَكَ طريقَ المُشاقَّة لله ولرسولِه أن يُحسِّنَها
ويُزيِّنَها في نفسِه؛ استِدراجًا مِنه - عزَّ وجل -، كما قال - سبحانه -:
{ فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ }
[القلم: 44]،