اتَّقُوا الله وراقِبُوه، وأطيعُوه ولا تَعصُوه،
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ }
[التوبة: 119].
أيها المُسلمون:
الدينُ رأسُ المال، وشرفُ الحال والمآل.
وكلُّ كسرٍ فإن الدينَ يجبُرُهُ
وما لكَسرِ الدينِ جُبْرَانُ
كُلُّ المُصِيباتِ إن جلَّتْ وإن عَظُمَتْ
إلا المُصِيباتِ في دينِ الفتَى جَلَلُ
وها هي الفتنُ قد تلاطَمَ سَيلُهَا، واضطرَبَ واصطَكَّ، ومسارِبُ الحيَّات
بادِيةٌ في السُّهُول، والدسَّاسةُ تحت التراب، والعُقربَّانُ دخَّالُ الأُذُن يسرِي
في خفاء، وبيضُ السَّامِّ تحت الصُّخُور، والدنيا ما بين بلاءٍ وفتَنة،
فأعِدُّوا للبلاءِ صَبرًا.
عن حُذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسولَ الله!
إنا كنَّا في شرٍّ، فذهبَ الله بذلك الشرِّ، وجاءَ بالخير على يدَيك
، فهل بعد هذا الخيرِ مِن شرٍّ؟ فقال: «نعم»، قال: وما هو؟ قال:
( فتنٌ كقِطَع الليل المُظلِم، يتبَعُ بعضُها بعضًا، تأتِيكُم مُشتَبِهةً كوُجوهِ
البقَر لا تدرُون أيًّا مِن أيٍّ )؛
رواه أحمد.