إن الناظِرَ إلى واقعِ المُسلمين اليوم ليَرَى ما يُورِثُ الحزنَ والأسَى؛ بسببِ ما يقعُ فيه كثيرٌ منهم،
من المُخالفة لكتابِ الله وسُنَّة رسولِه - صلى الله عليه وسلم -، والجفاءِ لأوامرِهما،
وارتِكابِ نواهِيهما، وهِجران السنَّة،
ومُعارضَة النُّصوص الشرعيَّة بالمعقُولات والأذواق، والأقيِسَة والعادات.
وإن الإعراضَ عن وحيِ الله تعالى له مظاهِرُ كثيرةٌ في واقعِ الأمة اليوم، فمِن ذلك:
تلقِّي الدين من غير أهلِه، بأن يأتِيَ أُناسٌ لا علمَ عندهم،
وهم أبعدُ ما يكونون عن التمسُّك بالدين والالتِزامِ بشرعِ الله، فتُجعلُ لهم دِعاية،
وتُضفَى عليهم الألقاب، ويُروَّجَ لفتاواهم، وهم ليسُوا بأهلٍ للفُتيا ولا الاجتِهاد،
ومع ذلك يأخُذُ الناسُ عنهم، وينخدِعُون بهم، ويثِقُون فيهم،
ولا يُميِّزُون بين من يُرشِدُهم وينصَحُهم، وبين من يُضلِّهُم ويُلبِّسُ عليهم.
ولقد صحَّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
( إنما أخافُ على أمَّتِي: الأئمةَ المُضلِّين )