وإن مِن دواعِي اجتِماع الكلِمةِ: التنازُلَ عن شيءٍ من حُطامِ الدنيا.
فها هو النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما قسَمَ غنائِمَ حُنَين آثَرَ بها المُؤلَّفةَ قُلوبُهم،
فوجَدَ الأنصارُ في أنفُسِهم شيئًا، فلما رأَى ذلك - صلى الله عليه وسلم - ذكَّرَهم
بنِعمةِ الهِدايةِ واجتِماع الكلِمةِ، فقال:
( يا معشَرَ الأنصار! ألَم أجِدكُم ضُلَّالًا فهداكُم الله بي ؟ وعالَةً فأغناكُم الله بي؟!
ومُتفرِّقِين فجمَعَكم الله بي؟!
فأقَرُّوا له بذلك، فطيَّبَ قُلوبَهم فقال:
ألا ترضَون أن يذهَبَ الناسُ بالأموالِ وترجِعُون إلى رِحالِكم
برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟!
فوالله لَمَا تنقَلِبُون به خيرٌ مما ينقَلِبُون به فقالوا: بلَى يا رسولَ الله قد رضِينَا )
رواه البخاري ومسلم.