اصطفاه في ذكرِه فقال:
{ وَرَفعنَا لَكَ ذكْرَكَ }
[ الشرح: 4 ].
اصطفَاه وأرضَاه فقال:
{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى }
[ الضحى: 5 ].
وقد قرَنَ اللهُ طاعتَه بطاعتِه، ومحبَّتَه بمحبَّتِه،
فلا يُتعبَّدُ الله ولا يُتقرَّبُ إليه إلا بما شرعَ على لسانِ نبيِّه محمدٍ - عليه الصلاة والسلام
وليس للجنةِ طريقٌ إلا طريقُه، وهو سببُ هدايةِ الناسِ ونجاتهِم،
وهو صاحبُ الشفاعةِ الكُبرى، يوم يفرُّ المرء من أخيه، وأمِّه وأبيه، وصاحبته وبَنِيه.
وقد استقرَّ في الفِطرِ السليمة، والعقولِ الصحيحة حبُّ من كانت هذه أخلاقُه
وتلك صفاته، واجتمع لنبيِّنا - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - أعظمُ حظٍّ وأوفرُ نصيبٍ،
فمحبَّتُه فرضٌ لازِم، وركنٌ واجب، وشرطٌ في الإيمان،
قالَ تعالى:
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ }
[ آل عمران: 31 ]
وقال:
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
[ التوبة: 24 ].