عندما سألأَ أصحابَه:
( ما تعُدُّون الرَّقُوبَ فيكُم؟ )،
قالُوا: الذي لا يُولَدُ له، قال:
( ليس ذاك بالرَّقُوب، ولكنَّه الرَّجُلُ الذي لم يُقدِّم مِن ولَدِه شيئًا ).
فالمفهُومُ الذي تناوَلَه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بالتصحيحِ هنا هو
معنَى الرَّقُوب؛ إذ كان السائِدُ بين الناسِ عُمومًا أنَّ الرَّقُوبَ فيهم مَن ابتُلِيَ
بمَوت الذريَّة، فلا يكادُ يعيشُ له ولَدٌ، أو هي المرأةُ التي لا يبقَى لها ولَدٌ.
فعمَدَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى تغيير ذلك التصوُّر،
وأوقفَ أصحابَه على حقيقةِ الرَّقُوب، مُؤكِّدًا أنَّه ذلك الذي لم يكُن له نصيبٌ
مِن الأجر الكبير، والثوابِ العظيم الذي يحظَى به الصابِرُ المُحتسِبُ الأجرَ في موتِ أحدِ
أولادِه، وفُقدانِ فِلذَة كبِدِه.