إنَّ الله قد ألهَمَ النفوسَ الخيرَ والشرَّ، كما قال تعالى:
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
[الشمس: 7، 8]،
فكما وهَبَ اللهُ الإنسانَ الحواسَّ الظاهرةَ، فقد وهَبَه النفسَ التي
لها بصيرةٌ باطِنةٌ، كما قال تعالى:
{ بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ }
[القيامة: 14، 15].
وقد أشارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هذا الإحساسِ،
فقال:
( الإثمُ ما حاكَ في نفسِك، وكرِهتَ أن يطَّلِع عليه الناسُ ).
عباد الله:
إنَّ النفسَ بحاجةٍ إلى الرِّعاية والمُراقبة، والتهذيبِ والتزكية والمُتابعَة؛
ولهذا قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لحُصَين بن المُنذِر:
( قُل: اللهم ألهِمني رُشدِي، وقِنِي شرَّ نفسِي ).
وفي خُطبةِ الحاجة:
( ونعوذُ بالله مِن شُرور أنفُسِنا ).