{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ }
[الحجرات: 10].
وقوله - صلى الله عليه وسلم - :
( لا تحاسَدوا، ولا تناجَشوا، ولا تباغَضوا، ولا يبِع بعضُكم على بيعِ بعضٍ،
وكونوا عبادَ الله إخوانًا، المسلمُ أخو المسلم لا يظلِمُه ولا يخذُلُه ولا
يحقِرُه .. )
الحديث.
فراقِبُوا الله - جلَّ وعلا - في أداء حقوقه - سبحانه -، وراقبوه في
أداء حقوق عباده؛ تفلحوا وتفوزوا وتسعَدوا.
معاشرَ المسلمين:
ونحن نتكلَّمُ عن مراقبةِ الله - جلَّ وعلا -، فلا بُدَّ أن نُنوِّهَ لأمرِ ضروري،
التنبيهُ عليه ضروري، وهو أنَّ الواجب والمُتحتِّم على الدعاة والعلماء
أن يراقبوا الله - جلَّ وعلا - فيما يُصدِّرونه للناس، ويعلموا أن الفتوى خطيرةٌ،
يجب الإخلاص فيها لله - جلَّ وعلا -، والصدقُ معه - سبحانه -،
ومراقبتُه في السرِّ والعلن؛ فإنَّ الله - جلَّ وعلا - استأمَنَ العلماء على ذلك.
فعلى الجميع الحذر من الفتاوى الأحادية في قضايا الأمة ومُستجدَّاتها العامة،
والتي لا يجوز فيها التعجُّل والتسرُّع، بل لا بُدَّ من التروِّي والانقطاع،
مع لجوءٍ إلى الله - جلَّ وعلا - أن يُلهِم الصواب، ولا بُدَّ من مراعاة
لمآلات الأمور، ومراعاة قواعد الشريعة ومقاصدِها العامة،
والنظرِ الدقيق لقاعدةِ جلبِ المصالح وتكثيرِها، ودرء المفاسدِ وتقليلِها،
مع الحرصِ التام على لُحمةِ الأمة، واجتماعِ الكلمة، ووحدةِ الصف،
والبُعد عن كل ما يؤثِّرُ على ذلك ولو من طرفٍ خفي.
ولا بُدَّ في مثل هذه الفتاوى الرجوعُ إلى العلماء الراسخين مع ما هم عليه
من التجارب الطويلة، والخبرةِ العميقة، فحرِيٌّ بمثل هذه الفتاوى أن
تصِلَ إلى الرأي الأصلح الذي تصلُحُ به الأحوال، وتستقيمُ معه الأمور،
وإلا فبدونِ مُراعاةٍ لتلك المبادئ تقعُ الأمةُ في فوضى فكريةٍ،
تؤدِّي إلى عواقب وخيمة حذَّرَ منها النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله:
( حتى إذا لم يُبقِ عالمًا، اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئِلوا فأفتَوا،
فضلُّوا وأضلُّوا ).
نسأل الله - جلَّ وعلا - السلامةَ من ذلك.
نسأل الله - جلَّ وعلا - أن يوفِّقنا جميعًا لما يحبُّه ويرضاه،
إنه على كل شيء قدير.