{ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }
[العنكبوت: 2، 3].
والغُرباءُ حياتُهم طيبةٌ، وهم كُرماءُ على الله، ينالُون تلك البِشارة
العظيمة التي بشَّر بها النبيُّ الكريمُ - عليه الصلاة والسلام - بقولِه:
( فطُوبَى للغُرباء ).
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ولا يقتَضِي هذا أنه إذا صارَ غريبًا
- أي: الإسلام - أن المُتمسِّك به يكونُ في شرٍّ، بل هو أسعَدُ الناس،
كما قال في تمامِ الحديث: فطُوبَى للغُرباء .
وطُوبَى مِن الطِّيب
، قال تعالى:
{ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ }
[الرعد: 29]،
فإنه يكونُ مِن جنسِ السابقِين الأولين الذين اتَّبَعوه لما كان غريبًا،
وهم أسعَدُ الناس.
وعندما يقِلُّ الناصِر، ويعِزُّ المُعين، يأتي دورُ الغُرباء المُصلِحين
الذين يقُومُون بأمرِ الله، ولا يجِدُون مُؤيِّدًا ولا ظَهيرًا مِن الناس،
بل صُدودًا ومُعاداة، فإنهم - والحالةُ هذه - يعظُمُ أجرُهم، وترتفِعُ عند الله منزلَتُهم.