ولقد اعتنَى القرآنُ الكريمُ بهذه النفس الإنسانية غايةَ العِناية؛
لأن الإنسانَ الذي يحمِلُها هو محلُّ التكلِيف، وهو المقصُودُ بالهِدايةِ
والتوجيهِ والإصلاحِ.
فمَن انشَرَحَ بالإسلام صدرُه، وعُمِر بالإيمانِ قلبُه اطمأنَّت نفسُه،
وهدَأَت سريرتُه، وتنزَّلَت عليه السَّكِينة، وامتلَأَ بالرِّضا قلبُه،
{ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا
إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ }
[الفتح: 4].
وفي الحديثِ:
( الإيمانُ قيَّدَ الفَتكَ، لا يفتِكُ مُؤمنٌ )؛
رواه أبو داود.
والفَتكُ هو: البَطشُ.
اللهُ أكبرُ - عباد الله -! كَم مِن مُسلمٍ تكالَبَت عليه الهُموم، فتوضَّأَ وتطهَّر،
ثم قصَدَ إلى زاويةٍ في بيتِه، أو مشَى إلى مسجِدِه فصلَّى ما كُتِبَ له،
أو تلَا مِن كتابِ ربِّه ما تيسَّرَ له؛ فانزاحَت هُمومُه، وقامَ كأنَّما نشِطَ
مِن عِقال؟!