{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }
[الذاريات: 22، 23].
ومِن معاني هذه الآية في التفسير:
أنَّه - سبحانه - لم يكتَفِ بذِكرِ ضمانِ رِزقِ امخلُوق، بل أقسَمَ على
تحقيقِ ذلك.
قال الحسنُ:
لعَنَ الله أقوامًا أقسَمَ لهم ربُّهم فلم يُصدِّقُوه .
ورُوِي أنَّ الملائِكةَ قالت عند نُزول هذه الآية:
هلَكَت بنُو آدم، أغضَبُوا الربَّ حتى أقسَمَ لهم على أرزاقِهم! .
قال - صلى الله عليه وسلم -:
( لو توكَّلتُم على الله حقَّ توكُّلِه؛ لرَزَقَكم كما يرزُقُ الطيرَ، تغدُو
خِماصًا وترُوحُ بِطانًا )؛
أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه، وإسنادُه صحيحٌ.
المُتوكِّلُ على الله - جلَّ وعلا - صادِقُ الاعتِماد عليه في إسنادِ تسهيلِ
الأمور، واستِجلابِ المصالِح ودفع المضارِّ، واثِقٌ بموعود الله، مُستَيقِنٌ
بأنَّه بتفويضِ أمورِه إلى الله - جلَّ وعلا - يحصُلُ له المقصُود،
ويندفِعُ عنه المرهُوب.