وكان إذا ترك الاعتكاف في رمضان قضاه كما جاء في الصحيحين
عن عائشة رضي الله عنها:
أَنَّهُ صلوات الله وسلامه عليه ترك الاعتكاف سنةً ثُمَّ قضاه في شوال.
ولا ريب أن لهذه المحافظة النبوية عَلَى هذه العبادة ما يبعث عَلَى معرفة المقصود منها،
ذلك المقصود الَّذِي أوضحه الإمام ابن القيم بقوله:
إِنَّهُ لما كان صلاح القلب واستقامته عَلَى طريق سيره إِلَى الله تعالى متوقفًا عَلَى جمعيته عَلَى الله،
ولم شعثه بإقباله بالكلية عَلَى الله تعالى فإن شعث القلب لا يلمه إِلَّا الإقبال عَلَى الله تعالى،
وكان فضول الطعام والشراب وفضول مخالطة الأنام، وفضول الكلام، وفضول المنام مِمَّا يزيده شعثًا،
ويشتته في كل واد، ويقطعه عن سيره إِلَى الله تعالى أو يضعفه، أو يعوقه ويوقفه.