والتعارُّ في الليل هو الاستيقاظ والانتباه، وعليه فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول ثلاثة أنواع من الذكر متتالية: أولها
شهادة التوحيد، وهذه لا يثقل معها شيء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
في حديث البطاقة برواية الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللَّهِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رضي الله عنهما، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(.. فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ. فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ
السِّجِلَّاتِ؟! فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ. قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ
فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ، فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ ).
وثاني الأذكار هي أحب الكلام إلى الله، وذلك كما روى مسلم
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ رضي الله عنه، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
( أَحَبُّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ،
وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ. لَا يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ ).