الحمدُ لله ربِّ العالمين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله الملِكُ الحقُّ المُبين، وأشهد
ُ أنَّ مُحمدًا عبدُه ورسولُه خاتمُ النبِيِّين، حثَّنا على الجِدِّ والعمل،
ونهانا عن السآمَة والملَل، اللهم صلِّ وسلِّم عليه وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أما بعد .. فيا عباد الله:
علينا أن نثبُتَ في طريقِ سَيرِنا إلى ربِّنا، ونحذَرَ أن تنحَرِفَ بنا الوِجهةَ
عن طريقِ نجاتِنا، ونحذَرَ كذلك أن نمَلَّ النِّعمةَ والطاعةَ، وذلك يتأتَّى
بأمُورٍ هي مِن وسائِلِ العِلاجِ لدَفعِ هذه الآفَةِ العظِيمةِ وإزالَتِها مِن النَّفسِ،
مِنها:
تقوِيةُ الصِّلةِ بالله، ومُلازمةُ العبد دُعاءَ ربِّه، حتى يثبُتَ ويُواصِلَ العملَ؛
فقد كان أكثرُ دُعاءِ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم -:
( يا مُقلِّبَ القُلُوب! ثبِّت قَلبِي على دينِك ).
وأوصَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - مُعاذَ بن جبَلٍ
- رضي الله عنه - فقال:
( أُوصِيكَ يا مُعاذ لا تدَعَنَّ في دُبُر كلِّ صلاةٍ تقُول: اللهم أعِنِّي
على ذِكرِك وشُكرِك وحُسنِ عِبادتِك )؛
رواه أبو داود.