بل نجِدُه - صلى الله عليه وسلم - وهو الرَّؤوفُ الرحيمُ يُغلِظُ المقالَ
لمَن يُريدُ تفريقَ وحدة الأمة، ورفعَ شِعاراتِ الجاهلِيَّة؛
لعلمِه - صلى الله عليه وسلم - أن نارَ الخِلاف والفُرقةِ والفِتنةِ
إذا أُوقِدَت فمِن العَسِير إطفاؤُها.
ففي "الصحيحين": عن أبي ذَرٍّ - رضي الله عنه - قال:
إنه كان بينِي وبين رجُلٍ مِن إخوانِي كلامٌ، وكانت أُمُّه أعجميَّة، فعيَّرتُه بأمِّه،
فشكَانِي إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فلَقِيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
( يا أبا ذَرٍّ! إنك امرُؤٌ فِيكَ جاهِلِيَّة
قُلتُ: يا رسولَ الله! مَن سَبَّ الرِّجالَ سبُّوا أباه وأمَّه،
قال: يا أبا ذَرٍّ! إنك امرُؤٌ فِيكَ جاهِلِيَّة )
فأذهَبَ - صلى الله عليه وسلم - عن المُؤمنين فخرَهم بالأحسابِ والأنسابِ،
فكلُّهم لآدم، وآدمُ مِن تُرابٍ، لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ،
ولا أبيضَ على أسودَ إلا بالتقوَى،