ثم يجتهِدُ العبدُ بالدُّعاء الخالِصِ الصَّادِقِ أن يرزُقَه الله - جلَّ وعلا -
قلبًا سليمًا، ولِسانًا صادقًا، مع عملٍ صادِقٍ ببذلِ كلِّ ما يجلِبُ المحبَّةَ والمودَّة،
ويدفَعُ البُغضَ والكراهيةَ، مِن بَذلٍ للسلام، وتَركِ الإنسان ما لا يَعنِيه مِن
أمور الخلق، والحِرصِ على بَذل العطيَّة والهديَّة، فهي جالِبةٌ للمودَّة،
دافِعةٌ للكراهِية.
وكذا يحرِصُ المُسلمُ على الدُّعاء للمُسلمين جميعًا، والعفوِ عند الإساءَة،
وبَذلِ الإحسان بشتَّى صُوره ومُختلَف أشكالِه القوليَّة والفعليَّة،
مما يترتَّبُ عليه إدخالُ السُّرور على قُلوبِ المُسلمين؛ فالمُسلمُ شأنُه
الفرَحُ بما يُفرِحُ المُسلمين، والمُشاركةُ الفاعِلةُ
بما يُواسِيهم عِند أحزانِهم وهُمُومِهم.
فكُن - أيها العبدُ - على مُجاهدةٍ شديدةٍ للشَّيطان، فهو حرِيصٌ
على إيغارِ الصُّدُور، وإفسادِ القُلُوب، قال تعالى:
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ
الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا }
[الإسراء: 53].