يُدركُ المؤمنُ العاقلُ البصيرُ أن وجودَ المُتغيِّرات في الحياةِ نعمةٌ عظيمة،
تفتَحُ أبواب التفاؤُل، وتُشرِعُ نوافِذَ الأمل، وفيها فرصٌ للنجاح والرُّقيِّ والبناء،
وإذا اشتَدَّ البلاءُ والكربُ فإن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم
يُبَشِّرُ ويبُثُّ الأملَ في النفوس بكلماتِ الثقةِ بموعُودِ الله ونصرِه.
عن عديِّ بن حاتمٍ قال:
( بينَا أنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أتَاه رجلٌ فشكَا إليه الفاقَةَ،
ثم أتَاه آخر فشكَا قطعَ السبيل،
فقال: يا عدي! هل رأيتَ الحِيرة؟
قلتُ: لم أرَها، وقد أُنبِئتُ عنها،
قال: فإن طالَت بك حياةٌ، لتريَنَّ الظعينَةَ ترتَحِلُ من الحِيرَة،
حتى تطُوفَ بالبيتِ لا تخافُ أحدًا إلا الله
قُلْت فيما بينِي وبين نفسِي: فأين دَعَّارُو طيءٍّ الذين قد سعَّروا في البلاد؟
ولئِن طالَت بك حياةٌ لتُفتحنَّ كنوزُ كِسرَى
قُلْت: كِسرَى بن هُرمُز؟
قال: كِسرَى بن هُرمُز، ولئِن طالَت بك حياةٌ،
لتريَنَّ الرجُلَ يُخرِجُ ملءَ كفِّه من ذهبٍ أو فضَّةٍ يطلُبُ من يقبَلُه منه،
فلا يجِدُ أحدًا يقبَلُه منه )