إن الله - سبحانه وتعالى - من كرمه وفضله، وجُوده ورحمته،
يُذكِّرُنا بحقيقةٍ تغيبُ عن كثيرٍ من المسلمين،
مع تعدُّد التحاليل السياسية التي موضوعُها دنيويٌّ لا دينيٌّ،
يقول - سبحانه -:
{ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
[ الأعراف: 168 ]
ويقول - عزَّ شأنُه -:
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ
لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
[ الروم: 41 ].
ألا وإنه ليس لما أصابَ المسلمين ويُصِيبهم من فُنون العذابِ، وألوان البلاء،
إلا أن يرجِعوا إلى ربهم، ويتضرَّعُوا إليه،
ويتُوبُوا إليه توبةً صادقةً نَصُوحًا من جميع الذنوب والموبِقات،
وأن يُنيبُوا إليه - سبحانه -، مُعاهِدين ربهم بنبذ كل أنواع المعاصي وكافة السيئات،
مُحاربين لكافة سُبُل القبائح والموبِقات في أنفسهم، وفي مجتماعتهم،
{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ }
[ الأنعام: 42 ].