وظلَّ - صلى الله عليه وسلم - دائِمَ التفكُّر في آياتِ الله وآلائِه،
حتى لحِقَ بالرفيقِ الأعلى.
فقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها وأرضاها -، أنَّ النبيَّ –
صلى الله عليه وسلم - قال لها ذاتَ ليلة:
( يا عائشة! ذَرِيني أتعبَّدُ الليلةَ لربِّي )
، قُلتُ: واللهِ إنِّي لأُحِبُّ قُربَك، وأُحِبُّ ما سرَّك .
قالت: فقام فتطهَّرَ ثم قامَ يُصلِّي ويبكِي .
وقال في حديثِه لعائشة:
( لقد نزَلَت عليَّ الليلةَ آيةٌ وَيلٌ لمَن قرأَها ولم يتفكَّر فيها:
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ
لِأُولِي الْأَلْبَابِ }
[آل عمران: 190] )؛
رواه ابن حبان في صحيحه .
وكذلك كان حالُ الصحابة والتابِعين - رضي الله عنهم وأرضاهم -؛
فهذا ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما - يقول:
ركعتَان مُقتصِدَتان في تفكُّر خيرٌ مِن قِيامِ ليلةٍ والقلبُ ساهِي .
ولما سُئِلَت الصحابيَّةُ الجليلةُ أمُّ الدَّرداء - رضي الله عنها وأرضاها -:
ما كان أفضلُ عبادةِ أبي الدَّرداء؟ قالت:
التفكُّر والاعتِبار .