وإن ضيَّع المُكلَّف الحُقوقَ، وترك حقوقَ الخلق الواجِبةَ فقد حرَمَ نفسَه
مِن الثواب في الدنيا والآخرة، وإن قصَّر في بعضِها فقد حُرِم مِن الخير
بقَدر ما نقصَ من القيام بحقوق الخلق.
والحياةُ تمضِي بما يلقَى الإنسانُ من شدَّة ورخاء، وحِرمان وعطاء،
ولا تتوقَّفُ الحياةُ على نَيل الإنسان حقوقَه الواجِبة له، وعند الله تجتمِعُ
الخُصوم، فيُعطِي اللهُ المظلومَ حقَّه مِمَّن ظلمَه وضيَّع حقَّه.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم –
قال:
( لتُؤدُّن الحقوقَ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يُقادَ للشاة الجَلحاء مِن
الشاة القَرناء )؛
رواه مسلم.
وأعظمُ الحقوق بعد حقِّ الله ورسوله: حقوقُ الوالدَين، ولعِظَم حقِّهما
قرَنَ الله حقَّه بحقِّهما، فقال تعالى:
{ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)
وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }
[الإسراء: 23، 24]،