مِن أعظم أنواعِ الخُلُق الحسَن: خُلُق الحياء في الأقوال والأفعال،
كما قال ابن القيِّم: فهو أفضلُها وأجلُّها وأعظمُها قَدرًا .
ومِن أفضلِ الأخلاق وأجملِها: الإيثارُ، وسَترُ العيُوب، وإبداءُ المعرُوف،
والتبسُّمُ عند اللِّقاء، والإصغاءُ عند الحديثِ، والإفساحُ للآخرين في المجالِسِ،
ونشرُ السلام وإفشاؤُه، ومُصافَحَة الرجال عند اللقاء، والمُكافأةُ على الإحسان
بأحسَن مِنه، وإبرارُ قسَم المُسلم، والإعراضُ عما لا يعنِي،
وعن جَهلِ الجاهِلِ بحلمٍ وحِكمةٍ، وهكذا.
كلُّ تصرُّفٍ طيبٍ يجعَلُ كبيرَ المُسلمين عندك أبًا، وصغيرَهم ابنًا،
وأوسَطَهم أخًا، على حدِّ القائِلِ:
يرَى للمُسلمين عليه حقًّا
كفِعلِ الوالِدِ الرَّؤُفِ الرحِيمِ
فكلُّ ذلك مِن الأخلاق التي دعَا إليها الإسلام.
ويجمعُ قاعِدةَ الأخلاق ذلكم القَولُ الوجيزُ اللَّفظ، العظيمُ المعنَى في قولِه
- صلى الله عليه وسلم -:
( لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى يُحِبَّ لأخِيه ما يُحبُّ لنفسِه ).
نفعَنا الله بما علِمنا، أقولُ هذا القولَ، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولسائرِ
المُسلمين مِن كل ذنبٍ، فاستغفِرُوه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.