والله هو الرزَّاق، ورِزقُ الله لا يجُرُّه حرصُ حريص، ولا ترُدُّه كراهِيةُ
كارِهٍ، والمُسلمُ يجمَعُ بين التوكُّل والأخذِ بالأسبابِ،
{ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ }
[الذاريات: 22، 23].
( فاتَّقُوا اللهَ وأجمِلُوا في الطلَبِ؛ فإن نفسًا لن تموتَ حتى تستَوفِيَ
رِزقَها وأجَلَها )؛
رواه ابن ماجه.
المُؤمنُ يعيشُ وذِكرُ الله شِعارُه، والتوكُّلُ على الله دِثارُه، وما تلذَّذَ
المُتلذِّذُون بمثلِ ذِكرِ الله، وعجَبًا لمَن ابتُلِيَ بالغمِّ كيف ينسَى:
{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
[الأنبياء: 87].
رُوِيَ عن جعفر الصادِق - رضي الله عنه ورحِمَه - أنه قال:
عجِبتُ لمَن اغتَمَّ ولم يفزَع إلى قولِه تعالى:
{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
دعوةِ ذِي النُّون - عليه السلام -؛ فإنِّي سمِعتُ الله يُعقِبُها بقولِه:
{ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
[الأنبياء: 88]،
وعجِبتُ لمَن أصابَه الحزن، ولم يفزَع إلى قولِه تعالى:
{ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }
[آل عمران: 173]؛
فإنِّي سمِعتُ الله يقول:
{ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ }
[آل عمران: 174]