إنَّ أعظمَ ما يضُرُّ الأخُوَّة الإسلاميَّة: البِدَع المُضِلَّة؛ فالمُبتدِعُ يُبغِضُ مَن
لا يُوافِقُه في بِدعتِه ويُحارِبُه، ولا يجمعُ قُلوبَ المُسلمين إلا عقيدةُ رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابِته ومَن تبِعَهم بإحسانٍ، فهم
المُتحابُّون في الله، وآخِرُهم يُحبُّ أوَّلَهم؛ قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ
سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[الحشر: 10].
ومما يضُرُّ أخُوَّة الإسلام:
إيثارُ الدنيا على الآخرة، والتهافُت عليها، فقد صارَت عامَّةُ مُؤاخاةِ
الناسِ عليها، والتباغُض على زُخرُفها ومتاعِها.
ومما يضُرُّ أخُوَّة الإسلام: التظالُم، وانتِشارُ هذا الظُّلم بمنعِ الحُقوقِ
أو أخذ الحُقوقِ، فالنَّفسُ البشريَّةُ ترَهُ مَن يظلِمُها، وتنتقِمُ مِنه.
ومما يضُرُّ الإخاءَ الإسلاميَّ:
الحسَدُ، فهو يحمِلُ على البغي والعُدوان.
ومما يضُرُّ الإخاءَ الإسلاميَّ: النَّظرُ إلى النَّفسِ بعَين الكمال، والنَّظرُ إلى
الغَير بعن الاحتِقار والنَّقص، وأنتُم - معشَر المُسلمين - قد جمَعَت أبدانَكم
فرائِضُ الإسلام في الحجِّ، والعُمرة، والجُمَع، وصلاةِ الجماعة، والأعياد.
فاجمَعُوا قلوبَكم على عقيدة السلَف الصالِح، وعلى القُرآن والسنَّة،
وتذكَّرُوا أنَّكم راجِعُون إلى الله تعالى، وتارِكُون وراءَكم كلَّ ما كان يصُدُّكم
عن الحقِّ، وموقُوفُون بين يدَي ربِّكم حُفاةً عُراةً غُرلًا ليس معكم إلا الحسنات والسيِّئات.
قال الله تعالى:
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
[الزلزلة: 7، 8].