فمما يُطمئِنُ القلبَ ويسُرُّ الخاطِر: أنَّ الأمةَ المُسلِمةَ - بحمدِ الله –
لا تخلُو
في كل عصرٍ - ومِنه عصرُنا هذا - مِمَّن يُدافِعُ عن السنَّة وينشُرُها،
ويعملُ على خدمتِها جمعًا وتحقيقًا وتخريجًا وشرحًا، وردًّا على
خصومِها، وفضحًا لأعدائِها.
وإذا كان دَيدَنُ الصحابةِ الكِرامِ - رضي الله عنهم - الدِّفاع عن رسولِ الله
في حياتِه، يُفدُّونَه بأنفسِهم وأموالِهم، ويُنافِحُون عنه، وقد ضرَبُوا أروعَ
الأمثِلةِ في التضحِية والوفاء، حتى يقول قائِلُهم مُخاطِبًا النبيَّ
- صلى الله عليه وسلم -: نَحرِي دُون نَحرِك .
كأنَّه أرادَ أن يقول: يا رسولَ الله! أنا أموتُ دُونَك، وأُنحَرُ ولا تُنحَر،
أُقتَلُ ولا تُقتَلُ، دَعني أنا أُواجِهُ العدوَّ، أما أنت فامكُث وابقَ سالِمًا
صحيحًا مُعافى.
إذا كانت هذه مواقِف الصحابة في الدِّفاع عن نبيِّهم في حياتِه، فأنصارُ
الدين والمُنافِحون عن سنَّة سيِّد المُرسَلين - صلى الله عليه وسلم -،
الذين جاءُوا مِن بعدِهم هم على شاكِلَتهم، يُحاكُونَهم في غَيرتِهم
ونُصرتِهم سُنَّته، وذَودِهم عن حِياضِها، لِسانُ حالِهم: